الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة سهير بن عــمــارة: «ليلة الشك» نجح لأنّه غيّب السيـاســة التـي مللنــاها

نشر في  08 جويلية 2015  (10:23)

اكتشفت نجيب بالقاضي 

أقـول للنـبـارة «حكـايـات تونسية» خرافة لا تمثل تونس

 بين المرأة المثقفة والرومانسية التي تنشد الحب بعيدا عن المصالح الضيقة، كل أملها في الحياة هو  منح الحياة لطفل ينسيها خيانة زوجها، وبين المرأة الأنانية والاستغلالية التي لا تهتم سوى بالربح المادي ولو كلفها ذلك الخيانة والمتاجرة بجسدها، شدنا أداء الممثلة سهير بن عمارة التي تمكنت من اقناع المشاهد بشخصيتين مختلفتين تماما، وهما «ليندا» في «ليلة الشك» و»سندرا» في «حكايات تونسية» هذا العمل الذي شنت ضده منذ حلقته الأولى هجمة فايسبوكية شرسة.
حول هذين الدورين، ومحاور أخرى كان لنا هذا اللقاء الرمضاني مع سهير بن عمارة ...  

تمكن مسلسل «ليلة الشك» من الظفر باكبر نسب مشاهدة ودخول غمار المنافسة الرمضانية، رغم تمريره على قناة حديثة العهد ونقصد بها التاسعة، فهل كنتم كفريق عمل تنتظرون هذه النتيجة؟
شخصيا ومنذ الأيام الأولى من التصوير كنت أتوقع هذا النجاح وأن يحقق المسلسل نسب مشاهدة محترمة، وذلك لأننا انجزناه بكثير من الحب، وكنا فريقا متكاملا واشتغلنا في أجواء طيبة للغاية، وبالتالي كل ظروف النجاح كانت متوفرة اضافة الى أن فريق العمل كان من الشباب انطلاقا من المخرج مجدي السميري الذي تميز بحرفية عالية، صراحة أشعر بسعادة لا توصف بهذا النجاح وأن تعبنا وسهرنا لم يذهبا سدى .
وماهي أبرز ردود الأفعال التي تلقيتها اثر بث المسلسل؟
صدقا، هي المرة الأولى التي أتلقى فيها هذا الكم الهائل من الاتصالات ورسائل الشكر والثناء على العمل، وما أسعدني اكثر هي الاتصالات الهاتفية التي تلقيتها من وجوه معروفة في الساحة الدرامية على غرار نعيمة الجاني وليلى الشابي وسوسن معالج التي أبدت سعادتها بالعمل، وهذا الأمر يعد تتويجا بالنسبة لكل الفريق، عموما لقد بان بالكاشف أن «ليلة الشك» أفضل عمل درامي لرمضان 2015 وعلى جميع المستويات.
ما الذي شدّك في شخصية ليندا وكيف تمت دعوتك؟
أكثر شيء شدني لليندا هو كونها شخصية «داخلية» أي أنها تحاول ايصال مشاعرها وتفاعلاتها عبر ملامحها ودون الحاجة الى الكلام، اضافة الى أني اعتبرت الدور تحديا بالنسبة لي، فانا لست متزوجة ورغم ذلك قدمت شخصية المرأة المتزوجة والمحرومة من الانجاب، وهنا أشير الى أني استعنت بقصة احدى صديقاتي اللاتي حرمن من نعمة الانجاب وتمكنت من معرفة السر وراء المحافظة على الابتسامة رغم الألم وهذا أمر ليس بالهيّن .
يعالج «ليلة الشكّ» مجموعة من الظواهر الاجتماعية على غرار الخيانة الزوجية واثبات النسب والتحرش الجنسي، فماهي الرسالة التي أردتم ايصالها؟
المسلسل يطرح مجموعة من القضايا دون أن يحاول ايجاد حلول لها أي أنه يسلط الضوء عليها ويترك للمشاهد فرصة التخمين والتساؤل، نحن لم نحاول تقديم دروس في الاخلاق أو أحكام مسبقة كل ما فعلناه اننا طرحنا الاشكال وحللناه دون فرض وجهة نظرنا، وشخصيّا انا ضدّ فكرة ان الفن يعالج القضايا لان الفن يسلط الضوء على شواغل المجتمع لا غير.
كيف وجدت التعامل مع مجدي السميري وهو مخرج شاب ليس في رصيده الكثير ؟
مجدي صاحب احساس مرهف جدا وهذا ما يعكسه بواسطة الكاميرا اضافة الى كونه متمكنا جدا على الصعيد التقني ومحترفا الى أبعد الحدود حيث يجيد الاستماع الى مختلف الآراء وغالبا ما يشاركنا الرأي، بمعنى أنه سلس في التعامل مع الممثل، من جهة اخرى اريد الاشادة بكاتبة السيناريو درة الفازع التي منحت لنا هامشا من الحرية، اما بخصوص دوري فما اريد تأكيده أنه تمت دعوتي منذ البداية لتجسيد دور ليندا.
وبالنسبة لتعاملك مع نجيب بالقاضي؟
لقد شكل نجيب بالنسبة لي الاكتشاف، حيث لم تكن تجمعني به اية علاقة، ولا اعرفه جيدا باستثناء بعض الأعمال التي شهدتها والتي كانت تحمل امضاءه في الاخراج، لكني اكتشفت انه مبدع باتم معنى الكلمة وشكلنا معا فريقا رائعا حيث كنا متفاهمين جدا .
وجه البعض انتقادات لليلة الشك تعلقت بجرأة الطرح، فماهو تعليقك؟
انا لم اشاهد طرحا جريئا، بل بالعكس كل المشاهد كانت في نطاق المحدود حتى مشاهد الرقص كانت راقية ولم تحتو أي ابتذال، لقد سعينا الى اظهار الواقع دون زيف أو مبالغة، وهنا اريد الاشارة وتوضيح إلى مسألة مهمة جدا وهي أن مشاهد الكحول ليست حقيقية كما ذهب الى ذلك البعض هي مشروبات غازية وعصير عنب، كما اني لا أرى اشكالا في تمرير مشاهد الخمر ولا أرى داعيا لكل هذه الانتقادات المجانية .
لماذا غابت السياسة عن «ليلة الشكّ»؟
اعتقد ان الكاتبة كانت ذكية جدا حينما لم تتطرق الى السياسة، لأن هذا العالم بات خبزنا اليومي منذ 4 سنوات وعلى مدار السنة، حيث احتلت السياسة الشارع والبرامج التلفزية والبيوت التونسية، وبالتالي كان من الأفضل ايجاد متنفس للخروج من بوتقة السياسة ولو لمدة شهر واحد والحديث عن العلاقات الاجتماعية وعن الحبّ وغيرها من مواضيعنا اليومية.
ماهي أبرز الاعمال الدرامية التي شدت سهير بن عمارة؟
«ليلة الشكّ بطبيعة الحال، اضافة الى سيتكوم «حالة عادية» حيث شاهدت نوعا مختلفا من الكوميديا في هذا العمل وشدني كثيرا الثنائي لطفي العبدلي وكمال التواتي، اما البقية فصدقا لم أشاهدها، رغم اني تابعت ردود الأفعال التي رافقت مسلسل «أولاد مفيدة» وأعتقد ان هذا العمل شدّ المشاهد لأنه قريب منه، أما بالنسبة الى «ناعورة الهواء» فانا لم أشاهده وكل ما أعرفه عنه أنه ضم خيرة الممثلين .
بعيدا عن «ليلة الشك»، نشاهدك حاليا في «حكايات تونسية»، هل تتابعين الحملة الشرسة التي شنت ضدّ هذا العمل؟
«حكايات تونسية» مسلسل درامي بتصور جديد، وأعتقد أن الاشكال يكمن في كون البعض يريد عكس المسلسل على الواقع وهذا غير منطقي لان «حكايات تونسية» هو عبارة عن «خرافة» لا تعكس الواقع التونسي، هو مجرد قصة مستوحاة من خيال السيناريست، وهنا اشير الى أنّ «حكايات تونسية» هو في الأصل عمل سينمائي حوّلته ندى المازني حفيظ الى عمل درامي مع التطوير في الشخصيات والقصة، بصفة عامة «حكايات تونسية» ليس حكايات تونس رغم أنه قد يصادف أن تكون بعض الحكايات تونسية.. ختاما «حكايات تونسية» ليس الدراما الواقعية ولا يمت للواقع بأية صلة .
شخصية «سندرا» في «حكايات تونسية» مختلفة بدرجة كبيرة جدا عن «ليندا» في «ليلة الشك»، فكيف تمكنت سهير من التوفيق بين الشخصيتين؟
هذا الاختلاف هو الذي شجعني على خوض غمار التجربتين معا، أنا عادة لا أوافق على المشاركة في أكثر من عمل درامي خلال شهر رمضان، لكن وبحكم الاختلاف التام في الدورين رأيت ان تقديمهما معا هو عبارة عن تحد بالنسبة لي، خاصة وانه لم يسبق لي ان جسدت دورا جريئا شبيها بدور «سندرا»، وهنا أضيف أن ندى المازني مخرجة العمل هي من اقترحت علي الفكرة ورحبت بها دون تردد، لانها أخرجتني من المألوف، وادعوكم الى متابعة العمل الى نهايته لأنّ الاحداث ستتطور كثيرا كما ستكتشفون مفاجآت كثيرة في شخصية «سندرا».
بصدق هل أنت مقتنعة بهذا العمل بعد أن تم بثه؟
صراحة أنا اكتشف «حكايات تونسية» كغيري من المشاهدين حيث خيرت المخرجة أن تمنح لكل ممثل دوره دون اطلاعه على كامل السيناريو، وبالتالي لا فكرة لي عن محتوى العمل ولا أستطيع الحكم عليه دون متابعة المشاهدة الى النهاية، وهنا اشير الى سعادتي بالتمثيل الى جانب محمد ادريس ولطفي العبدلي .
ماهي الرسالة التي توجهينها الى كل من ينتقد «حكايات تونسية»؟
اقول لهم ان من حقهم نقد العمل، شرط أن يكون النقد بناء ومرتكزا على تحليل منطقي وهذا لن يكون طالما المسلسل لم ينته بعد، وبالتالي عليهم مشاهدة العمل الى النهاية ثم اصدار الحكم عليه دون تهجّم بطبيعة الحال.
أيهما اقرب الى سهير «ليندا» أم» سندرا»؟
ليندا لاني منحت هذه الشخصية الكثير من روحي فهي تشبهني الى حدّ كبير، أما سندرا فبعيدة كل البعد عني.
ماهي اكثر المشاهد التي اثرت في سهير في «ليلة الشك»؟
حين تحولت الى احد المساجد وتبرعت بملابس طفلي الذي لم يأت، لقد كان المشهد مؤثرا للغاية ..
من من الممثلين اقنعك اداؤه الى حدّ الآن؟
من مسلسل «حكايات تونسية» اقنعني اداء نجيب بالقاضي في دور يحي ولسعد الجموسي في دور اسماعيل ورشا معاوية في دور شمس والثلاثي لطفي العبدلي وكمال التواتي والشاذلي العرفاوي في «حالة عادية» ووحيدة الدريدي في «أولاد مفيدة».
ومن هما نجم ونجمة رمضان 2015؟
لا استطيع الاجابة عن هذا السؤال .
هل تلقيت عروضا اخرى باستثناء «ليلة الشك» و«حكايات تونسية»؟
نعم تم اقتراح بعض الادوار الاخرى لكني رفضتها لأني ضدّ تجسيد اكثر من دور خلال شهر رمضان قبلت عملين هذه السنة لأن الدورين كانا مختلفين كما اخبرتك.
الا تفكرين في خوض تجارب عربية؟
لمَ لا، اذا توفرت لي الفرصة الجيدة، فانا اريد اقتحام الدراما العربية من بابها الكبير، مع العلم أن البلد لا يعنيني قدر أهمية ونوعية العرض .
بعيدا عن الدراما، ماهو جديدك؟
انا حاليا «في فترة نقاهة» بعد كل التعب والمجهود الذي بذلته طيلة الاشهر السابقة، ومن المنتظر أن نستأنف عرض مسرحية «تونس» خلال شهر على أقصى تقدير
ختاما؟
سعيدة جدا بنجاح «ليلة الشكّ» وبأن ما قدمناه بكثير من الحب وصل الى الجمهور وتقبله بنفس القدر من الحب .

حاورتها: سناء الماجري